فى وقت متأخر
عادت “مرام ” الى منزلها غير مستوعبه انها عادت دون اختها لاتصدق انها
ستدخل الى المنزل ولم تجد جنونها ومرحها الدائم اثر لاتصدق انها ستواجه
حزن أبويها وترى الالم فى وجهيهما وحدها وضعت قدمها على اول دراجات سلم العماره
لتصدم بجسد والدها الذى لم تره من كثره غيوم الدموع بعينيها
انقبض قلبها عندما ظهرت تعابيره الواجمه اسرعت بسؤاله بنبره حزينه :
_ بابا رايح على فين ؟
اجابها بضيق شديد :
_ اطلعى على فوق يا مرام واقفلى عليك انتى وامك كويس
نظمت انفاسها وكررت سؤالها :
_ يابابا قولى رايح فين ؟
هتف وقد ضاق صدره من عجزه امام اختفاء ابنته :
_ هروح القسم أسلم نفسي بس يخرجوا مكه
امسكت بيده لتحسه على العوده معها وتشدقت متوسله :
_ والقسم هيعملك ايه ارجع يا بابا مش هيبقى انت ومكه
صاح وكلماته يقطر منها الآسئ :
_ يعنى ابات فى البيت وبنتى فى الحجز
هدرت متالمه فكل ما تعرفه لن يهدئه ثورته العارمه ولا يطمئن خوفه :
_ مش فى الحجز يا بابا
سألها وعينه تكاد تخرج من معقلها :
_ اومال فين ؟
زفرت انفاسها وامسكت بيده لتعاونه على الصعود فهى تعرف حالته الصحيه :
_ تعال فوق يابابا وهقولك على كل حاجه
أبى التحرك لكنها امسكت بكف يده وقبلت ظهرها لتعود وتتوسله من جديد :
_ عشان خاطرى يا بابا تعال بينا على فوق
صعد معها بيأس بخطوات ثقيله رغما عنه ومع كل خطوة كان يهدر بصوت عال مناجيا ربه :
_ لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
حتى دخلت شقتهم فهرولت نحوها والدتها تسألها بقلب ملتاع :
_ عملتى ايه فى اخبار عن مكه ؟
اسندت والدها ليجلس على الاريكه وهى تجيب والدها :
_ إهدى يا ماما
“خديجه ” وهى تصرخ بجنون :
_ أهدى أزاى يا عالم وبنتى فى الحجز وسط المجرمين
اذدات حيرت “مرام ” وهى لا تعرف كيف ستخبرهم بما تعرف فى النهايه اجابتها مترقبه :
_ ما هى مش فى القسم ,,,,,فى المستشفى
شهقت “خديجه ” بفزع ولطمت صدرها بينما والدها فرغ فاه بعدما سقط الخبر على
قلبه الضعيف كالسوط دون رحمه
_____جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______
ألياس ومكه
ما إن شعرت بما قد تؤل اليه الامورانقذت نفسها فى آخر لحظه قبل الوقوع فى شراك الشيطان دفعته
عنها لتمنعه من الوصول الى فمها واعتدلت سريعا وحاولت تنظيم انفاسها ،ابتعدت تماما عن الفراش
بينما هو جلس مذهولا من فقدانه للسيطره الغير متوقع من شخصه لقد حركت دون أدنى مجهود جبل راسخ
ما كان ابدا ليتحرك ولو دفعه كل اناث الارض هذا ايضا زاد غضبه وصبه عليها
بوقاحه لا مثيل لها حيث هدر :
_ شوفتى بقى انك بتشتغلينى مش طول الوقت بتقوالى يـاواد انــت جـــوزى
احتضنت يدها المصابه ووجهها مصبوغ بالاحمر وصاحت بحنق :
_ انت هتستهبل ؟
تفاقم الغضب بداخله وتحول لون عيناه من الازرق الى الاسود وهو يهدر بشراسه :
_ ما تــقـلــيش أدبــك
تحركت فى الغرفه وقد اغضبها عقليته المعقده وثرثرت فى سرعه مجنونه:
_ هو انا ضحكت عليك بقولك فى حاجه مش طبيعيه بنا انا عشت معاك فى الحلم
وعمرى ما شوفتك فى الحقيقه ولما شوفتك انت كمان استجابت بسرعه تفاصيل كتير
قولتهالك مع انى اول مره اقابلك طريقتنا واحده قولتلك عشان تشوف حل معايا مش تستغل
الموقف بالقذاره دى
هب واقفا وانطلق نحوها ليخطوا خطوات جعلتها تتراجع تلقائيا بفزع واستمر حتى منعها الجدار من التراجع
واصبحت امامه مباشرا اسند يده للجدار واحتجازها بين ذراعيه,اصتدمت كل مشاعرها ببعض
رهبه ،عشق، طمأنينه، علقت عينها بعينه
التى بها مركز الجاذبيه الكامله أمعن النظر فى عيناها ليكتشف ما السرولكن عيناها ما كشفت إلا جهله
عيناها المسبله بعثت فى قلبه الارتجاف حاول أن يستخدم اسلوبه الفظ أو حتى يخرج صراخه الذى نواه
لكن تبخر كله كالدخان المتطاير هتف بنبره شديده الحشرجه :
_ يعنى انتى شايفه ان فى بينا حاجه غريبه
اجابته وهى تؤمى دون أن تحيد نظريها عن زرقة عينبه الساحره :
_ايوا
هتف وهو مسلوب الاراده :
_والله مافى اغرب منك
عض شفاه وزفرا بحنق من اضراب مشاعره امامها وكأنها أول من عرف وأخرهم ليهدر متحيرا :
_عايزه منى ايه يا مجنونه انتى ؟
اقترابه بهذا الشكل اصابها بالشلل التام لا مفر من النظر فى عينه ذات الالوان المختلطه
لم تشعر بلسانها الذى نطق دون شعور :
_ جنونى مصدرها عيونك
كلماتها الناعمه ومظهرها المثير يفقده عقله دون مقدمات خصلاتها المتمرده من حجابها بللون الفحم
يتوه فى ظلمتها ابتلع ريقه وأحكم القيد على قلبه المجنون واستطاع وسط كل هذا الاغراء أن يرتسم الجمود
ليهدرا بجديه مسطنعه :
_ ما انتى طلعتى مش مجنونه مع الرائد “ريان ” ولا الجنان دا ما بيطلعش غير معايا
ضيقت طرف عينها وهى تسأله بمكر ساحر كاد أن يشتته :
_ اللى انت وصيته عليا
فاجأته بإصابتها التخمين وتسائل مستفسرا :
_ وعرفتى منين ؟
ثم حاول ان لايظهر الاهتمام حتى بالاجابه تفقده كل تعقله ضحك ضحكه ساخره ليكمل :
_ اه ما انتى مكشوف عنك الحجاب
ابتسمت نصف ابتسامه واخفضت رأسها وهى تؤيد رأيه :
_ ما كنتش عرفت انك هترجع انا بحس بكل حاجه قبل ما تحصل
لا يعرف كيف ينفك عنها بعدما اصبحت المسافه قريبه اشعلت نارا انطفئت منذو عقود
تأخذه فى رحله لم يرتب لها تخطفه من عالم لعالم بعثر انفاسه الساخنه على بشرتها
وهمس بنبره مشبعه بالغموض :
_ تعرفى تتنبأى باللى جاى ؟
رفعت وجه اليه وحدقت به غير مصدقه أنه خرج من احلامها متجسدا بهذا القرب
النظر اليه لا تعطى اهميه لما يحدث ساحر بشكل لايوصف كامل الوصف ما يعيبه انه لايهتم
بقلبها الذى يقفز فى جنبيها كالارنب فرحا ومتحمسا لكل ما تهمس به شفتاه تشعر بنفس الاحاسيس
التى عاشتها من قبل وهى معه بالحلم وجدت نفسها تهتف دون وعى :
_ هتحبنى وهترجعلى مهما بعدت
خدرت حواسه بما قالت ليتها تعلم أنها خطفته من الآن وسرقت كل فى قلبه من حب
دفع نفسه عنها بصعوبه نافضا عنه سهامها المارقه لقلبه مصرا على عدم مجارتها
فيما تجره اليه معلنا عصيانه على قلبه مستخدما سطوه عقله العنيد هتف وهو يلوح
بطرف بنانه :
_ رهان خسران
لم تبالى بما يقول ظلت تنظر اليه وكأنها لم تصدقه هى تعرف حبيبها حتى وإن أنكر ابتسمت
وهى تهتف بتحدى :
_ هتيجى تانى
اغضبته اكثرلذا اندفع صوبها بهوجاء يهدر بغل ليحبط ثقتها الشديده به متنيا أن يخفى كل هذه الثقه
به من عينها الجارحه بـ :
_ ازاى ما تنبأتيش إنى متجوز ؟
نجح فى سحب الابتسامه من وجهها وارتطم قلبها بصخره عاتيه أفقدته الوعى لتردد خلفه
بصدمه :
_ متجوز
اجاب دون أن يترف له جفن لصدمتها وعلى حالتها التى تحولت بشكل سريع :
_ ايوا وبحب مراتى ومش ناوى اتجوزعليها ابدا ابدا
خيب كل امالها وهدم حلمها الذى ظنته حقيقه تحجرت الدموع فى مقلتيها وشعرت أن
قدمها لم تحملها خارت قواها تدريجيا لحسن حظها أن ما سقطت عليه هو الفراش
لا الارض هاجمها الحزن بشكل مفاجى كان “إلياس ” يتبعها بصمت متوقعا اكثر من تلك الصفعه
التى ستعيدها للواقع وأد خطوه كادت تنطلق نحوها واستدار على عقبيه وهو يهدر بلا مشاعر :
_ عشان كدا ما تستننيش ارجع وزى ما قولتلك رهانك خسران
صوت صفعة الباب من خلفه اسقط قلبها ارضا وانفجرت فى البكاء بعدما أشبعها ضربا دون لمسها
___________ جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________
“منار ”
حضرت شنطه ملابسها مستعده للخروج من المنزل لكن “شريف ” ناب عنها فى محادثة والدتها
قائلا بهدؤء امام حالتها السيئه :
_منار هتيجى تقعد معانا يومين
رفعت يدها عن وجها الذى ظهر عليه الم وحزن عميق وقالت غاضبه :
_ منار مش هتخرج من البيت
هتفت “ماجده ” التى كانت تجلس الى جوارها مستنكره رفضها :
_ جرى ايه يا زينب هى اول مره خليها تيجى معانا لحد ما انتى وهى اعصابكم ترتاح
سحبت انفاسها المختنقه والقت نظره على ابنتها التى لم تعطى لها وجه تنظر بعيدا عنها
ممسكا بساعدها لقد فشلت تماما فى السيطره عليها كبرت على العناد واصبحت لا تطاق
تناطحها بكل قرارتها وتتصرف كالرجل دون الالتفات الى مشاعرها ولا ما تتمناه تتمنى أن تفرح بها
تريد أن تشعر انها انجبت عروس تزينها وترقص معها فى حفل زفاف
سمع “شريف ” كل ما حكيت عينها بصوت مسموع دون أن تحرك شفتايها هنا عزم على انهاء هذا
العذاب لكلا من الطرفين سحب “منار ” من يدها وتحرك بها للخارج وهو يقول بجديه :
_ منار هتبات مع ورد اليله بس يا خالتى والصبح هجبهالك واجى
خرج دون انتظار اجابه اتخذا قراره ولن يعارضه احد هتفت “ماجده” وهى تناديه :
_ شريف انا هبات مع اختى
التف ليؤمى لها واشار برأسه لاخته كى تبعه خرجا معا من المنزل
__________ جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________
فى المستشفى
تابع خروج “الياس ” من غرفتها رجل مجهول امسك هاتفه فورا وتحدث الى طرف اخر :
_ لسه خارج من عندها حالا
تلقى اجابه مقتضبه من الطرف الاخر :
_ تمام استعد واقتحم ما يطلعش صبح بكرا غير والبت دى عندى
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
خرج “الياس ” من المستشفى يسأل نفسه متحيرا :
_ انا ليه ما ضربتهاش رصاصه فى دماغها الطاقه دى وارتحت
لكن لا اجابه لديه فهى تجذبه دون داعى طاقه خفيه تجعله يقبل بكل ما تقول
بل يعيش معها كل جنونها وبرغم من ذلك نوى نيه تامه عدم العوده اليها مره
اخرى مهما حدث ,,,
__________________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________
لدى تمار
دخل “ريان “بعد يوم طويل من العمل مستجديا الراحه فى النظر الى وجهها لكنه لم يجدها
كعادتها فى وجه كما اعتاد ان يدق الجرس ويفتح الباب فيجدها فى استقباله خطى
وهو يحاول اكتشف سبب غيابها اليوم عن مقابلته نادها متحسبا :
_ تمار انا جيت
لم يسمع اجابه منها فانتشر القلق بداخله وهرع نحو غرفتها لكنه اثناء مروره لمح اضائه خفيفه
تنبعث من غرفته غير مسار خطواته ودفع الباب برفق فوجدها متسطحه الى فراشه تلتحف الغطاء
تيبس مكانه لوهله غير مصدق انها هنا فى غرفته واعلى فراشه شعور غريب انتابه شعور بعدم
الطمأنينه وهمس بصوت منخفض وكأنه يحاكى نفسه :
_ انتى بتعملى ايه هنا ؟
ساعد الهدؤء المخيم فى المكان وصول صوته الى آذانها فاجابته وهى تحبس الدموع فى مقلتيها :
_ فى مكانى الطبيعى
حتى وان غيرت نبرتها يستطيع أن يشعر بما تشعر هى به اندهش من طريقتها البارده والتى لا داعى
لها هو لم يقلها من يوم ان اتت معه الى منزله ترك لها غرفه كامله وصار يتحرك فى المنزل بخطوات
محسوبه كى تاخذ حريتها بالكامل ولا تشعر بالحرج وقبل أن تتملك منه الدهشه تذكر أن اليوم كانت زياره
والدها صر على اسنانه من حالة الاستسلام التى تعتريها وانطلق نحوها بحنق وهو يهدر :
_ أى مكان بتكلمى عنه قومى من هنا
اعتدلت فى نومتها وهى تحاول أن تتحلى بالشجاعه وأن تبدو امامه كأنها سيده القرار
عضت شفاه المرتعشه واجابته :
_ ما فيش امل بابا مش موافق على اللى احنا عملناه هنفضل بقا موقفين حياتنا لحد امته ؟
برزت مقلتيه محذرا اياها من الاستسلام :
_ ان شاء الله ميت سنه انا مش عايز اكتر من انى ابقى مطمن انك معايا غير كدا دا قرارك
صمتت لبرهه كى ترتب انفاسها المتبعثره وهتفت متصنعه الرضاء :
_ خلاص انا قررت من يوم ما مشيت معاك من عنده مافيش داعى للانتظار
مسح فمه كى يهدأ هو الاخر الامر بالنسبه له صعب كما لها لوح باصباعه فى وجهها ليكشفها
امام نفسها :
_ بصى يا بنت الناس انا عارف ان دا مش قرارك وان ابوكى انهارده ضايقك زياده عن اللزوم
واحبطك عشان تيجى تتكلمى بالطريقه دى وانا بقولك مش اخر الدنيا فى يوم من الايام هيرضى بالامر الواقع
وهنكمل حياتنا سواء بس من غير ما تحسي انك رخيصه هربتى مع عشيقك من ابوكى
لم تتحمل كلماته الاخيره وانفجرت فى البكاء فما كان منه إلا أن دنا منها وجلس الى جوارها
يمسح على رأسها بحنان متألما اضعاف مما تتالم ،بكاؤها يشعره بالعجز التام وقلة الحيله
التى لم يعتاد عليها هتفت من بين نشيجها بألم :
_ انا مش فاهمه ليه لازم نعيش كل الحرب دى ليه ما يقبلش يحضر فرحنا ويقدمنى ليك
ليه لازم يوقف فى طريق سعادتى ليه يرخصنى أوووى كدا
اجفل من كلماتها الموجعه وضمها الى صدره ومسح على رأسها مرار وتكرار كى تهدء وهدر بصوت دافئ حنون :
_ انت مش رخيصه عمرك ما كنتى رخيصه الست اللى تبيع الدنيا باللى عليها وتمشي مع حبيبها
حبيبها دا لازم يحطها على رأسه ويحترمها انا موافق على كل اللى انتى عايزه هفضل وراه لحد ما يوافق
اننا نعمل الفرح بصى للجانب الحلو احنا بقينا لبعض رسمى فات الجزء الاصعب اتبقى الصعب
وان شاء الله مش كتير انا هسوق عليه كل القيادات ان شاء الله حتى رئيس الجمهوريه
هيوافق يعنى هيوافق
رفعت وجهها من حضنه ونظرت فى عينه تسأله برجاء :
_ تفتكر هيوافق
لم يسعه امام عينيها الساحره سوى الابتسام اؤمى برأسه وهو يجيب :
_ تفتكرى ابوكى هيرفض طلب رئيس الجمهوريه
ابتسمت بسرعه وهى تكفف بظهر يدها دموعها كالاطفال اجفل بقلق من عدم تحقبق امنيتها
وابتعد عنها قليلا وهتف ممازحا :
_ يلا بقى قومى على اوضتك وممنوع تيجى هنا تانى إلا بامر من رئيس الجمهوريه
عندها ضحكت بشده من مزاحه فزفر براحه انها استعادت طاقتها من جديد متمنيا أن تعود اليه طاقته
هو الاخر فى مقاومة مشاعره
*************جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ***********************
لم يهمل “عدى ” الاستغاثه التى أتته من هذه الغريبه التى ترجوه بالبحث عن اختها
التى دخلت بقدمها فى قضية ارهاب واول من جاء بباله ليساعده هو “ريان مسعود ”
هو يعرف ان يده طائله داخل امن الدوله وان لم تكن تحت يده سيكون على علم بها
امسك هاتفه وضغط على اسمه ليبعث له اتصالا
لم يهمله “ريان ” فورا اخرج هاتفه من جيبه كى يلتهى عنها قليلا فتح الخط بينه وبينه
واجاب بنبره متحشرجه تنم عن ارهاق :
_ ايوا يا عدى
قضب الآخر حاجبيه وهو يساله أولا :
_ هو انا صحيتك من النوم ولا حاجه
زفر “ريان ” مجيبا :
_ لا ما كنتش نايم ولا حاجه انا بس مرهق من الشغل
ابتسم “عدى ” وقد ارتاح ضميره انه لم يقلق نومه وهدر على الفور :
_ ما شي يا بطل بمناسبه الشغل فى واحده عندكم متصابه فى حادث ارهاب
اسمها “مكه ابرهيم السباعى”
الاسم رن فى اذان ” ريان ” على الفور فيومه بالكامل لم يخفى منه هذا الاسم سأله فورا :
_ بتسأل ليه ؟
هتف “عدى ” موضحا :
_ اختها اتوسطتلى أسأل عليها
نفخ “ريان ” بضيق من استمرار “عدى” فى التزاحم مع الناس وحشر نفسه فى مشكلات كبيره
قد تدفعه يوما الى السجن دون اعتبار الى قيمة والده هتف بملل :
_ عدى مالكش دعوه بالحكايه دى البت دى حكايتها صعبه والبلد فى حاله مش مستقره
_ يا سيدى انا بسال لسه عايز افهم ايه حكايتها
هكذا اجابه “عدى ” حتى يطمئن قلبه
فهب “ريان ” من الفراش يخبره بغضب :
_ ابوها يا سيدى منتمى لجماعة الاخوان وكل ما نيجى نقبض عليه بيدوخ وبيتعب وبنطر نسيبه
عشان ظروفه الصحيه صحيح مش عضو نشط بس فى حد ماسكله جمعيه خيريه هو مش مقتنع
ان هو اصلا آفاق ومخادع وليه مشاكل متلتله مع الدخليه فحكايه “ابراهيم “دى عامله زى البيت
الوقف لااحنا عارفين نمسك عليه حاجه ولا عارفين نقبض عليه برغم انه تحت ادينا وعنينا واحنا
عادين خطواته ولا حد عارف سقفل الملف بتاعه بسبب ابنه اللى اتوفى فى المظاهرات من كام سنه
ساله “عدى ” بمكر :
_ طيب ايه دخل بنته من امته يعنى بناخد دول بذنب دول
اجابه مستنكرا سؤاله :
_ آآآه روح المناضله عندك هتشتغل من الاخر يا ابنى احنا ما اخدنهاش
ولا قبضنا عليها تقدر تقول كدا هى جاتنا برجليها دخلت مبنى كنا عامليلنه اخلاء
عشان فى عناصر ارهابيه والادهى انهم دخلوا لاقوها معاهم
_اممم قولتلى طيب ما تطلعوها
هتف “عدى ” ببساطه ردا على كل هذه المعضله الصعبه ,فباغته “ريان ” برد قاطع :
_ لاء ولو انت اتدخلت فى الموضوع هنديها اعدام سلام بقى عشان عايز انام
ابتسم “عدى ” على شراسته وهدر قبل ان يغلق الخط بينه وبينه :
_ طيب استنى عايز اسأل على تمار
هتف مقتضبا :
_ ابقى كلمها من تليفونها سلام
اغلق هاتفه وهو يتمتم بغضب من هوجائيته :
_ بطل الشارع هيرجع للمظاهرات
رفع وجه عن هاتفه ليجد “تمار ” التى اختفى صوتها من مده تتمدد على فراشه بفوضويه
وقد غاصت فى نوم عميق اتسعت عيناه غير مصدقا وجودها على فراشه
وهمس وهو يرمش بعيناه يغضب من تجاهلها مشاعره :
_ هو انا حيطه
____________جميع الحقوق محفوظه لدلا صفحة بقلم سنيوريتا _________
فى مكان جبلى
سأل ذلك الرجل المتأسلم مدعين الدين الذين لا يعرفون عنه شئ سوى انه ستار لكل اعمالهم القذره :
_ معذره يا امير احنا هنعمل ايه بالبنت اللى جات
اجاب ما يطلق عليه الامير :
_البنت دى كانت سبب فى وقوع افضل قيادات عندنا وعشان كدا لازم نساوم الحكومه
انها تفرج عن اللى تبقى منهم
قضب حاجبيه ليفهم مقصده ليكرر وهو يربت على كتفه بحنو زائف :
_ لدى شعور غريب ان هذه البنت معهم والله اعلم لديها علاقه مع المقدم ” الياس الناشمى ”
وانت تعرف من هو “الياس ” ذلك الذى قتل الكثير من اخواننا وتتبعنا لسنوات
ولأول مره نرى بحياته انثى فلا تتجاهل زيارته المتكرره مع انه لا يحقق معها فعلى ما يبدوا انها جاسوسه
على كل حال فهى ستموت المهم لدينا أسرانا جنودنا الشجعان ان يعودوا الينا
تبسم من جواره وهى يفهم الان مقصده من جلب تلك الفتاه بوضوح ليهتف باستسلام تام :
_ اللى تشوفه يا أبو صهيب انت اميرنا ونحن نثق بك
منحه ابتسامه راضيه وهتف امرا :
_ الآن اذهب وإتينى بالفتاه
__________ حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا __________
شعور قاس اجتاح “زينب ” بعد ما عاشته مع ابنتها مسحت وجهها بضيق وهى تتمتم بحزن :
_ لا حول ولا قوة الا بالله
ربتت اختها “ماجده ” على كتفها وهتفت لتواسيها :
_ براحه يا زينب البنت مش عايزه الشده وهى كدا كدا هتجوز
التفت اليها وبعينها غيوم من الدموع وبنبره مشتته تشدقت بـ:
_ امته ؟ بعقلها وبدماغها الناشفه دى هتعيش كدا عمرها كله
ثم انفجرت فى بكاء وهى تردف :
_ انتى عارفه انى ممكن اموت فى أى لحظه المرض بينهش فى عضمى
جذبتها “ماجده ” الى احضانها وقد شعرت بوجع مضاعف وهى تبكى بحرقه :
_ ان شاء الله هتخفى وبتقولى ان بنتك هى اللى دماغها ناشفه دى طالعالك بالملى
معقول مش راضيه تاخدى الكيماوى
اجابتها من وسط نشيجها :
_ لو عرفت انى عندى سرطان مش هتوافق ابدا على الجواز نفسي اطمن عليها
قبل ما اموت نفسي اموت وقلبى مرتاح من ناحيتها مستحيل اسيبها فى الدنيا لوحدها
انا تعبت من نشفان دماغها لو بس كنت اعرف انى اللى زرعته فيها من وهى صغيره
عن ابوها وغدروا بينا هيخليها رافضه الجواز بالشكل دا و كنت قطعت لسانى
انا غلطت غلطت غلط كبير فى حق بنتى
هتفت “ماجده ” وقلبها يتمزق على حالة اختها :
_ يا اختى ما تعمليش فى نفسك كدا البت كبرت وسبيها تختار
امسكت بيدها ورجتها بحرقه :
_ بالله عليكى يا ماجده تخلى بالك عليها لو حصلى حاجه
اجابتها وتعابير وجهها تمتلئ حسره على ما تفعله اختها بنفسها :
_انتى عارفه ان “منار ” بنتى زى “ورد ” بالظبط وان شاء الله هتفرحى بيها
هدرت “زينب ” وهى تكفف دموعها بيدها ورفعتها الى السماء :
_ يار ب افرح بيها وان شاء الله اموت بعدها
نظرت اليها مطولا “ماجده ” ويدور فى رأسها شئ طال صمتها فنظرت لها “زينب ”
وعقدت حاجبيها وهى تحدق اليها بتعجب من نظراتها التى يبدوا بها حديث تكتمه
ثوان واختفت دهشتها وهدرت “زينب ” برفض قاطع :
_ اوعى تقوليلى اجوزها شريف يا ما جده كدا مش هطمن عليها
نفخت “ماجده ” بملل واجابت بتذمر :
_ هو انتى رأسك دى ايه حجر انتى عارفه انه شاريها وعاجباه بعيوبها لى بتقولى عليها
لوحت باصباعها وهى تنهض من جوارها رافضه :
_ هيطلقها تانى يوم انا عارفه بنتى شريف نار وهى بارود هو عصبى وهى عناديه
ربت على صدرها مولوله :
_ يا خرابى لو عرفت انه بيحبها يستحيل تديلوا وش ولا تكلم معاه سبيها بيتهيقالها
انه اخوها
نهضت من ورائها “ماجده ” واشارت لها كى تشرح لها :
_ يا اختى اسمعى بس حرام عليكى الدنيا كلها شايفه الحب
اللى بيحبوهلها قد ايه وبنتك الوحيده اللى مش حاسه وانتى عارفه ومنشفه دماغك ما تبقيش انتى وبنتك
عليه
احتقن وجها وتبرمت قائله :
_ ابنك يستاهل احسن منها يا ماجده مش عشان افرح ببنتى يوم انكد عليكى انتى عمر وانتى شايفه
ابنك هيتشل منها وبعدين من الاخر بنتى عايزه واحد مالوش شخصيه وهى هتقوم بالدورين على اكمل وجه
انما شريف ابنك راجل وهى اصلا مسترجله
أردفت باستنكار :
_يعنى يرجع من القسم يلاقى الشاويش فى البيت دا ايه النصيبه دى ؟
نفخت “ماجده ” بملل من فشلها كل مره نفس الحجه دون فائده رأس متحجر لا يقبل النقاش
________ حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا ___________
فى المستشفى
بعد ساعات وتحديا فى منتصف الليل هجم مجموعه من المسلحين على المستشفى
عامدين غرفه محدده ودون سابق انذار اقتحما غرفه “مكه ” والتى انتفضت زعرا من مخدعها
تحدق برعب جلى فى وجوهم وتسال بفزع :
_ انتوا مين ؟ في ايه ؟
انتشالها احدهم من فراشها فعلى صراخها لا اراديا وبهستريا انطلق بها الى الخارج
وسط هرجله تامه مما كانوا معه يقفون بالاسلحه الثقيله صرخت وتلوت بين ايديهم لكن
استحال مساعده أى احد لها أو حتى استطاعت الافلات من بين يدهم
______جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______
من الجهه الاخرى
وصل شريف مع ورد ومنار دخل الى فيلاتهم الصغيره ووضع حقيبتها الى الجانب
لم ينبث فم “منار ” بكلمه طول الطريق يشعر “شريف ” بما يدور بقلبها حتى فى صمتها يعرف انها مجروحه
جلست بصمت على الاريكه فنادها متصنعا الجديه بجملته التى يقولها دوما عندما تتشاجر مع والدتها :
_ اهلك حاسين بقمتك ولا تيجى عندنا
رفعت وجهها اليه دون حتى أن تبتسم كعادتها وهتفت فورا بوجع :
_ وجعاتنى أوى انهارده يا شريف
نظر “شريف ” نحو “ورد” وطلب منها بهدؤء :
_ ورد لو سمحتى اطلعى فوق ولما امشى هقولك
نهضت “ورد ” من مكانها دون مجادلته فبوجه حزن يشابه حزن “منار ”
جلس فى مواجهتها وهى فى انتظار اى شئ من كلماته ليهدئها ويسكن ذلك الوجع الذى يفتك بيسارها
اجفل قليلا ليستجمع قواه ما سيقوله قد يفسد علاقاتهم للابد أو يصلحها
ثم هتف ممهدا :
_ دلوقتى ما متك مش هتطبل زن على موضوع الجواز دا ولو سابتك تقعدى هنا يومين مش
هتسيبك التالت
مسحت وجهها بعنف وهى تصيح متشنجه :
_ مش عارفه هى مش عايزه تسيبنى على راحتى ليه انا مش عايزه اتجوز مش عايزه
انا عايزه اكمل دراستى
سكت قليلا حتى تهدء وحدها وابتلع ريقه بقلق مما سيقول لكن لا مفر ان لم تكن له ستكون لغيره :
_ انا هخليكى تكملى دراستك
اعتدلت فى جلستها وسألته بتلهف :
_ ازاى ؟
_ هــتـــجــوزك
لم يعطى نفسه فرصه لمقدمات ستزيد الامر صعوبه ونطقها من بين شفتيه وفجر القنبله
ضحكت دون تفكير وهو تقول :
_ انت اخويا
اجابها دون أن يترف له جفن :
_ انا موافق ابقى اخوكى بس تقبلى تجوزينى
وبعدما نفى فكرة المزاح تصنمت ملامحها وسيطرت عليها الدهشه وهى تطالعه باعينه مندهشه
جاهد ” شريف ” اخفاء كل مشاعره وكان هذا اصعب من نطق الكلمه نفسها حاول أن يرسم الجمود دون يحرك جفنيه
وبعد مده من النظرات المتبادله بصمت همت بالنهوض وهى تشعر بوخز فى صدرها واضطراب عنيف
فى مشاعرها فوقف بوجها يهدر مهدئا :
_ اعرفى انى بعمل كدا عشان مصلحتك بدل ما انى شيال شنطه من بيتكم لبيتنا
هنتجوز ونفرح خالتك وتاخدى حريتك
اصابتها الدهشه من عرضه السخى ومدى تضحيته لكن تلك الغشاوة التى على عينها لاترى الحب
الذى ينطق به كل افعاله وتضعها تحت بند الاخويه والمعزه الخاصه
هتفت مرتبكه :
_ انا عارفه انك جدع اوى يا شريف بس مش لدرجة انك تضحى بحياتك كلها عشان خاطرى
ارتبك هو الاخر ليتها تعلم أن حياته كلها ستزهر بوجودها ياليتها تشعر بكل ما يكنه لها وتتفاعل معه
دون تذمر وانكار مشاعره التف عنها وقال بجديه كما عادته :
_ وانتى مين قالك انى هضحى بحياتى كلها انا طبعا هتجوز
لا تعرف كيف استنكرت الفكره وردت من ورائه بنبره تشابه حالتها :
_ تتجوز ؟
نفض كتفيه بخفه وهدر متصنعا عدم الاهتمام :
_ ايو مش الشرع محللى اربعه
كانت كلماته تخرج دون ترتيب يريد فقط اقناعها حتى لا تضيع من بين يده
اردف كاذبا :
_ عشان خالتى ترتاح وانتى ترتاحى مافيش مانع اديكى اسمى وانتى كدا كدا متعوده
على امى وورد يعنى مافيش جديد هيحصل فرح وليله واسمى جنب اسمك
اغرب ما سمعت الامور متلاحقه ولا تعرف أى اجابه أو أى قرار تتاخذه هتفت متردده :
_ استنى بس … مش عارفه .. انت لخبطنى اوى يا شريف
قلبه كان يقول اكثر من هذا الصمت الذى بينهم يريد أن يقول بأعلى صوته وبكل مشاعره المدفونه
وبكل صدق :
_ نفسي ابدأ بيكى عمرى بحبك قد الحب اللى فى الدنيا
لكن رغما عنه تغير كلامه ليهدر جامدا :
_ انتى عارفه ان مافيش حد فى الدنيا بتفاهمى معاكى غيرى يبقى لي ما نعيش الفتره
الجايه دى سواء تكملى دراستك وتحققى اللى انتى عايزاه
رفعت وجهها اليه وهى تتفرس كل انش به لعله يضحك وينتهى مزاحه الذى شتت عقلها
لكنه كان جامد كالصخر يبدوا ان كل ما يطرحه من فكره حسب كل مخارجها وابعد كل ما يفسدها
فسالته بشك :
_ انت فاهم يعنى ايه هنتجوز يعنى يعنى ,,,
توقفت وعضت شفاها مهما كان الفكره كلها تضيق الخناق على تفكيرها
فاكمل عنها وهو يثبت نظره على عيناها لعله يؤثر بها ولو بالقدر الذى يجعلها تفكر فى الامر بجديه :
_ عارف كل حاجه انا هفضل شريف اخوكى وصاحبك وحلاَل مشاكلك زى ما اتعودتى
هتفت بتردد :
_ بس ,,,,
قاطعها قائلا :
_ فكرى من هنا للصبح وانا هروح ابات فى الشقه التانيه
سالته وهى تضم حاجبيها :
_ ليه ؟
ابتسم مرغما من توترها البائن والذى يجعلها تتصرف اخيرا كالفتيات :
_ وانا من امته ببات هنا وانتى موجوده يا منار
ابتسمت هى الاخرى وحكت رأسها :
_ ااه انا نسيت
هدر وهو يلتف عنها مستعدا للخروج :
_ خلى بالك على نفسك ولو احتاجتى حاجه اتصلى انتى عارفه ان الشقه مش بعيده
اؤمأت وهى تجيبه :
_ عارفه عارفه
نقر باصبعه على جبهتا وهى يهدر مازحا :
_ بفكرك لاحسن تكونى نسيتى
اخرجت لسانها اليه وهتفت بشقاوه :
_ ما بنساش
حرك رأسه والتف قبل ان يجبرها على توقيع عقد الزواج رغما عنها دون اهدار للوقت
_______________حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا _________
“الياس ”
كان ينام فى فراشه يغط فى ثبات عميق حتى تكرار رنين هاتفه لم يؤثر به اخيرا
يحلم بطيف المجنونه تناديه باستغاثه :
_ إلحـقـنى …يا إلياس
وكما رفض ندائها فى الواقع رفضه فى الحلم مستيقظا على صوت هاتفه الذى كاد ينقطع
امسكه ونظر اليه بنص عين ثم وثب من نومه عندما رأى اسم اللواء يعتلى شاشته فتح الخط
سريعا حاول اخفاء اثار النعاس عن صوته وهتف باهتمام:
_ ايوا يا فندم
ثوان معدوده استطاع شرح ما يريد باختصار ليتوقف عقل “الياس ” عند نقطه معينه رددها زاعقا :
_ اتخطفت
و انتفض من فراشه مذعورا ليكمل محادثته :
_ ابو صهيب سايب ورقه طالبك انت بالاسم دونا عن الدخليه كلها
واغمض عيناه لبرهه ليهتف بتريس متمالكا اعصابه التى أوشكت على الانفجار :
_ حاضر يا افندم هنتظر مكالمته
اغلق هاتفه وترك العنان لاافلات اعصابه ركل الطاوله القصيره التى امامه بقدمه
ودار حول نفسه بغضب وشراسه كذئب ضارى حبس عن حياته البريه لتُو
كور قبضته وراح يلكم الحائط حتى نزفت قبضته “ملعونه ” استغلها ليضغط عليه
ساحره وشيطانه خرجت لتخبره انها ما ان احتاجته ستهمس فقط بأسمه وسيأتى زاحفا
بل ومهرولا رغما عنه خسر الرهان معها انه لن يعود الآن وفى ظل ما حدث لابد ان يذهب
بنفسه وايضا من اجلها ,,
_______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______
جلس على فراشه مهزوما لاول مره يشعر انه فى مهمه صعبه لطالما كان يرمى نفسه فى النار فداء وطنه
لكن هذه المره مختلفه هذه المهمه بها “مكه” الذى بات يتخيل كل السناريوهات البشعه التى أقحمت نفسها
بها ويزداد غضبه اكثر واكثر لم يدرى كم مر من الوقت وهو ينكس رأسه بحنق ويعقد يده بين ركبتيه
صدح هاتفه بالرقم الذى ينتظره امسكه وهو يجذ على اسنانه محاولا كبح غضبه المستعر بين جنبيه :
_ افندم
اجابه ابو صهيب أو جابر :
_ اهلا يا باشا فى حاجه عندنا ليك واحنا لينا عندك حاحه
زفر “الياس ” عندما تاكد ممن فهمه هذا المخبول واجاب بصوت جامد خالى من أى تأثير :
_ انا مش فاكر انى بسيب جاجه واريا لحد ياخدها وبردوا مش فاكر ان كان ليك عندى حاجه
اتاه صوت ضحكه متهكمه تبعها بحده :
_ لأ ما تقولش انك متخانق مع السنيوره بتاعتك اللى من ساعت ما جات بتعيط وتقول هاتولى الياس
أجفل عينه مصاحبا بها صرير على اسنانه مما تفعله هذه المجنونه والذى يورطها اكثر فهذا اخر مكان
ممكن أن تنطق به اسمه
ولكن على فجأه سمع صوت صراخها و”جابر” ينهرها قائلا :
_ قوليله حاجه خليه يتاكد انك عايزاه
نهض من مكانه وكل حواسه فى تأهب ليسمع صوتها ويطمئن لبقائها على قيد الحياه
سمع صوت تآوهاتها المتألمه حتى قطع ” الياس ” كل هذا بصوت حاد يخفى
فى طياته وجع من صوتها المتالم :
_ عايز ايه منى يا جابر
_ اسمها طلباتى يا “الياس ” طلبات عارفها
هكذا هتف “جابر ” بتعال شديد باعتبار ان ما تحت يده على درجه كبيره من القرابه به
وشئ مهم جدا يهمه سلامته
هدر “الياس ” متجاهلا تغطرسه الذى لا يليق به :
_ عايز منى ايه يا جابر ؟
هتف الاخر أمرا :
_ عايزك ,,,
وقبل أن تحل الدهشه على وجه “الياس” أردف بجديه :
_ عايزك ولوحدك
لم يكن امام “الياس ” خيار اخر لتخليص “مكه ” والتعرف على قرب من عدوه اللدود الذى
يطارده منذوا سنوات كالشبح
أكمل “جابر” بثقه انه سيحضر :
_ حسك عينك حد من الدخليه يجى معاك وإلا هتكون السنيوره فى متروا الانفاق بكرا
بحزام ناسف